الاثنين، 28 مارس 2011



خطة طوارئ اعلامية للثورة اليمينة
فؤاد عامر
كتب ووزع بتاريخ 27/2/2011م 
ساحة التغيير - صنعاء
بدا واضحا اليوم ان حجم المواكبة الاعلامية للثورتين التونسية والمصرية لن تحظى به الثورة اليمنية وذلك بسبب التحركات الشعبية العربية المتزامنة في نفس اللحظة في اكثر من بلد عربي, ومن جهة اخرى لمحدودية انتشار مستخدمي الانترنت في اليمن والبنية التحيتة المتخلفة لهذه الشبكة التي لعبت دورا كبيرا في فضح جرائم الانظمة الاستبدادية في مصر وتونس, وهو ماساهم بشكل كبير في تسليط العين المحلية والعالمية على تفاصيل الاحداث والجرائم ومنع من قيام مجازر بحق المحتجين في كل من تونس ومصر, ماساهم بدوره في لجم اليد الباطشة للمحتجين الى الحدود الدنيا خوفا من الفضيحة ومن المحاسبة لاحقا, ولعل ماحدث في ليبيا من قطع لكافة اشكال الاتصالات سهل من مهمة النظام هناك لكي يقوم بمجازر كبيرة وان يقوم بالادعاء بعكس ذلك. وهناك حيثية اخرى تتمثل في ماقامت به السلطات في اليمن من مضايقات للصحافة والمواقع الالكترونية وكذلك طردها لمراسلي الجزيرة والقادم في هذا السياق قد يكون اسوأ.
كذلك فان الحجم السياسي لمصر والاقتصادي لليبيا كان له اثر مباشر على حجم التغطية الاعلامية للاحداث في هذه الدول وهو الامر غير المتوفر في الحالة اليمنية, التي تشهد حصارا اعلاميا عربيا شبه متعمد مع دخول الاحتجاجات في اليمن اسبوعها الثالث, ولعلها النظرة الدونية لحجم اليمن ودورها وتاثيرها الاقليمي والدولي المحدود بسبب عزلتها التي كرسها النظام الحالي الذي لم يجعل لهذه الامة اليمنية وزنا يذكر بين الامم. رغم ان الانحياز لقضايا كهذه يجب ان يكون محركها الانحياز المطلق للحق الانساني بغض النظر عن حجم الدولة الاقتصادي او السياسي في هذه الدولة او تلك.
وإزاء هذه القراءة لواقع التغطية الاعلامية للثورة اليمنية وتعامل النظام القمعي معها فان الوضع هنا يبدو مقاربا للحالة الليبية, واذا مابدأت الحكومة فعلا بتمرير قانون يسهل من قطع الاتصالات السلكية واللاسلكية عن كافة انحاء الجمهورية او ان هي قامت بالقطع فعلا دون حاجتها لقانون بذلك كما عودتنا.... فان ذلك يعطي مؤشرا عن سيناريو استباقي لما سيحدث من تنامي للاحتجاجات في كافة انحاء اليمن, وعلى الجميع التحضر لمجازر يرتكبها النظام ويريدها ان تكون بدون شهود وبدون عين رقيبة, وهو تكتيك كان النظام قد استخدمه قبل النظام الليبي وبشكل دائم خلال احتجاجات اخوتنا في المحافظات الجنوبية خلال السنوات السابقة حيث كانت الاتصالات تقطع نهائيا عن المحافظات التي تحدث فيها الاحتجاجات القوية ناهيك عن القطع التام لشبكة الانترنت, وهو ماتكرر تقريبا خلال كل الحروب السابقة مع اخوتنا في محافظة صعدة ماجعلنا والعالم بعيدين عن مايجري هناك لنكتشف بعدها ان ضحايا  الحرب الاخيرة فقط في صعدة عشرات الاف الضحايا اذا تقيدنا بالمصادر الرسمية.
انطلاقا مما ذكر وازاء هكذا سلوك محتمل من قبل النظام نحب ان ننوه شباب الحركات الاحتجاجية وقوى التغيير والثورة في اليمن الى التنبه لهكذا سيناريوهات محتملة من شانها ان تحد ولو نسبيا من تواصلهم فيما بينهم او مع العالم الخارجي ويجدر بهم من الان  تحضير خطط بديلة لمواجهة هكذا احتمالات, فكل ثورة بحاجة الى حد ادنى من التواصل والاعلام المواكب لما يجري, وهنا نسجل بعض هذه الخطط البديلة التي يمكن ان تساعد في تخفيف سيناريوهات التعتيم الى الحدود الدنيا, ومقترحنا في هذا السياق ان يتم تشكيل غرفة عمليات اعلامية يكون دورها الاساسي في تحقيق مواكبة اعلامية مناسبة للثورة الشبابية وتحقيق حد ادنى من التواصل مع الحركات الاحتجاجية فيما بينها, وبينها والفضاء الاعلامي المتنوع وفي هذا السياق اقترح على المهتمين جانبا من الخطوات التي قد تكون مفيدة في هذا الشأن وبرجاء ان يتم رفد هذه الافكار بملاحظات واسهامات المتخصصين من الاعلاميين والمهندسين  :
-         اشرنا الى ان احد السيناريوهات المتوقعة هو قطع الاتصال بشبكة الانترنت وذلك للحد من تدفق البيانات والصور والمقاطع التي ترصد الواقع وتشهد على سلوك النظام, ولكي يحد من تواصل المجموعات الشبابية فيما بينها, وازاء سلوك محتمل كهذا فانه يمكن البدء في مواجهته من الان وذلك عبر التسجيل الكثيف في حسابات موقع التواصل الاجتماعي " تويتر" ومن ثم مطالبة ادارة الموقع بتخصيص ارقام للدخول الى الموقع ونشر البيانات عبر ارقام يمكن التواصل بها مع الموقع في حالة كانت شبكة الانترنت مقطوعة, وعلى النحو الذي رأيناه مسبقا في الحالتين المصرية والليبية ويمكن من الان البدء بعمل تجارب لتلك الارقام التي خصصتها تويتر في الحالات السابقة بالتعاون مع المتخصصين من المهندسين في هذا الشأن.
-         للتخفيف من حالة القمع على الصحفيين والاعلاميين والمصورين ولتحاشي كثيرا من الاحتكاكات مع الامن سيكون من الافضل في هذه الحالة القيام استباقيا بنصب كاميرات ثابتة ومخفية بحسب اللزوم.. في  الشوارع او الاماكن القريبة من ساحات الاعتصامات الرئيسية والاماكن الحساسة المتوقع ان تمتد اليها الاحتجاجات في العاصمة والمحافظات وذلك لتوثيق كل مايجري فيها من فعاليات او انتهاكات محتملة ومفاجئة, وهو امر سهل فمثلا في ميدان التغيير  بالجامعة الجديدة هناك الكثير من البنايات المطلة على الساحة ومن السهل زرع كاميرات تصوير ثابتة ومخفية في اي من زوايا هذه البنايات.
-         من المتوقع ان يتم قطع كافة اشكال الاتصالات السلكية والاسلكية مع العالم الخارجي ويمكن مواجهة هذا الاحتمال عبر رصد موازنات معقولة لشراء تلفونات الثريا من داخل او من خارج اليمن وكحد ادنى يجب ان تتوافر كل ساحة احتجاج على احد هذه الهواتف حتى يتم التواصل عبرها مع وسائل الاعلام الخارجي.
-         سيكون من الافضل عدم الانتظار لقناة الجزيرة كي تاتي فالشعب قرر القيام بثورته بالجزيرة او بدونها, وللجزيرة حسابات مهنية او غيرها من الحسابات التي  نجهلها في سياق تغطيتها للاحداث قد نتفق او نختلف معها لكن في الاخير ماتقوم به يرجع لها ولادارتها ولهم مطلق الحرية في ذلك, من هنا وفي ظل حصار اعلامي عربي مقصود ومتجاهل لثورة الشباب اليمني سيكون من الافضل توسيع دائرة التغطية الاعلامية كي تشمل قنوات كثيرة ومتوعة, وهنا يمكن اللعب على ورقة التنافس الاعلامي بين القنوات الفضائية وبالتالي امداد هذه القنوات بلقطات حصرية للكاميرات الثابتة والنقالة وكاميرات الهواتف للقنوات التي تتنافس فيما بينها فمثلا قنوات مثل ال cnn , sky news  تسعى لمنافسة الجزيرة في المنطقة العربية بعد السيطرة المطلقة لها على نقل الاحداث في الشرق الاوسط , وسيكون من المفيد هنا تزويد هذه الشبكات بالصور القوية والحصرية كي تعرض اولا على شاشات هذه القنوات, ومن ثم اتاحتها لبقية القنوات في وقت لاحق. وفي اتجاه اخر يمكن التواصل مع القنوات اللبنانية التي تخصص اوقاتا  كثيرة للاخبار  مثل قنوات الجديد  والمنار و 0 tv  وال بي سي  وال nbn  بالاضافة الى قنوات البي بي سي والعربية وفرانس 24, ومن الخيارات المتاحة كذلك ربط علاقات اعلامية مع القنوات التي مازالت تحت البث التجريبي كالاخبارية السورية وقناة الاتحاد الاخبارية اللتان بدأتا ببث كثير من اللقطات الماخوذة من شبكة الانترنت بحكم حداثة نشاتهما, ويمكن هنا خصها بالكثير من اللقطات الحصرية وهي بدورها ستجدها مناسبة جيدة لتحقيق سبق ولجذب شريحة مهمة من المشاهدين هي في اشد الحاجة اليها في بداية نشاتها.
-          يمكن ان تلعب قناة سهيل دورا فاعلا في سياق ماذكرناه في الفقرة السابقة ويمكنها ربط علاقات وثيقة مع هذه القنوات التي ذكرناها سلفاً عبر اتاحة مكتبتها الضخمة من التسجيلات واتاحة اعمالها كاملة وتوزيعها على هذه القنوات حتى يتم تحقيق اقصى مدى ممكن من التغطية, قد يكون ذلك غير مجديا ماديا بالنسبة للقناة التي خسرت كثيرا كي تحصل على هكذا لقطات وصور.. الا ان هذا المسلك سيفيد كثيرا الثورة من خلال تحقيق مدى ابعد في التغطية فنحن اليوم بحاجة لكل صوت ايا كان حجمه يكون في جانب قضايانا, والامر الاخر الذي يمكن ان تقوم به سهيل هو قيامها بالبث المباشر والتواصل وتلقي الاتصالات عبر فتح مكتب لها يقوم لهذا الغرض ويبث من القاهرة على النحو الذي تفعله قناة السعيدة في رمضان مع برامج التسلية والمسابقات, واعتقد ان الوضع الان بعد الثورة المصرية سيكون ملائما للقيام بذلك وستكون التحفظات المصرية اقل من ذي قبل ازاء طلب كهذا تتخذه قناة سهيل.
-          من المفترض ان تتم استفادة النشطاء والفاعلين لكل المنابر الفاعلة التي تتيح التحدث المباشر للمشاهدين مثل الجزيرة مباشر والبي بي سي, ويمكن استثمار هكذا منابر مفتوحة لمخاطبة الجماهير وتوجيه رسائل للجيش او للخارج او المغتربين.... الخ, واقترح هنا تحضير كشوفات بالمتحدثين اللبقين من الكتاب والصحفيين والسياسيين وتزويد المحطات الفضائية بأسمائهم وارقامهم كي يتم التواصل معهم, ولي تفضيل شخصي هنا وهو ان لا يكون من بينهم احد من الذين سبق وقدمتهم  احزاب المعارضة كمتحدثين عنها فمن سبق وشاهد الاداء البائس لهؤلاء على شاشات الفضائيات العربية فلن يسعه الا اطفاء التلفاز في وجوههم, فلاحجة يستطيعون توصيلها, ولا طلاقة لسان تعوض قصور حججهم, ولا تأتأة وفروا عنائها علينا وعلى المشاهد العربي.
-         في حال انقطاع الاتصالات بشكل كلي يمكن التنسيق مع الشباب الذين يعيشون على حدود الدول كعمان والسعودية من الذين تصل اليهم تغطية شركات الاتصالات في الدول المجاورة وابتكار الية لتزويدهم بالبيانات واللقطات والصور لارسالها للقنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي.
-         وقبل كل ذلك وتحسبا لاي حالات قمع وتعتيم وقطع للتواصل بين مخلتف المكونات الشبابية يلزم الاسراع في صياغة الاهداف النهائية للثورة اليمنية والمطالب الاساسية لها بشكل واضح والاتفاق المبدئي والمسبق بين الجميع على ان لاتهدأ الثورة في كل الاماكن حتى يتم تحقيقها, و كان الله في عون الجميع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق