الاثنين، 28 مارس 2011


تجاوبا مع مبادرات الرئيس
    حل المؤتمر الشعبي العام                   
كتب ونشر باسم مستعار في صحيفة اليقين 19/2/2011م م
مايميز شخصية الرئيس علي عبدالله صالح قدرته على اجتراح المفاجات ومفاجأة الاخرين والخصوم واستباقهم بمبادرات لم تكن لتخطر على احد منهم, ولعل تطورات الاحداث في مصر قد دفعه الى التقاط الخيط واعلان عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة وعدم ترشيح ابنه وان كان ذلك نظريا حتى الان ومن باب المناورة, الا ان ذلك الاعلان ساهم  ولو مؤقتا في تحجيم التجاوب الجماهيري مع دعوة احزاب اللقاء المشترك في مظاهرات يوم 3/2/2011م التي زعمت فيها احزاب اللقاء المشترك ان قوامها تجاوز الثلاثة ملايين في جميع انحاء الجمهورية.
بعد هذا التاريخ بايام سرت اخبار مماثلة لم تتاكد بعد حول نية الرئيس تنحية افراد اسرته من المفاصل العسكرية والامنية وهي خطوة ان تمت فانه بذلك يسحب من يد المعارضة ورقة هامة كثيرا ماتطرحها كابرز معالم التحريض ضد الرئيس صالح, وبذلك يكون الرئيس قد سبقهم نحو الشعب الحصن الاخير والحقيقي لاي حاكم كان, وفي محاولة منه لان تكون هذه الخطوة الجبارة انجازا شخصيا للرئيس بدلا من ان تحسب للمعارضة.
في هذا السياق يجدر بالرئيس صالح ان يعمل على تاكيد ودسترة المبادرات او التنازلات السابقة كما اسماها خصوصا في ظل ترشيحات قوية لليمن بان تكون بعد مصر في مسلسل الثورات العربية وان تاخرت فبعد الجزائر على الاكثر بحسب الكثير من القراءات  والمعطيات الواقعية وتأسيسا على قراءة واعية بان التحديات الحالية في اليمن سياسية كانت اواقتصادية لايستطيع الرئيس التعامل معها بالادوات الحالية التي لديه ومن ضمنها فريقه الحكومي الحالي الذي لم يستطع تحقيق اية اختراقات حقيقة ومرضية في معالجة المشكل الاقتصادي والذي يهدد بانه سيكون الشرارة الحقيقة لمعالم انتفاضة شعبية تلوح في الافق مع كل فشل حكومي  يتحمل وزره ويحسب في الاخير على الرئيس صالح.
في سياق كهذا سيكون من اخف التنازلات التي اعلن الرئيس عنها ان يقوم بحل المؤتمر الشعبي العام الحزب الذي تحول في مجمله الى جوقة من المنتفعين وطاحونة كذب ستجر الرئيس وتهوي به نحو مكان سحيق مالم يبادر الى حل هذا الحزب وتغييره بطاقم استشاري واحترافي قادر على تبصيره بمكامن الخطأ ووجهات المعالجة الصحيحة للقضايا والتحديات الحالية.
فالتجربتين التونسية والمصرية كشفت بوضوح ان الاحزاب الحاكمة العربية مجرد ديكورات سرعان ما تكون اول ماينكشف غطاءها وهي اول من يتخلى عن الحاكم الذي تحيطه كما انها   الوجهة الاولى والمفضلة لغضب الشارع حين يبادر اول  مايبادر الى حرق مقراتها واستهداف رموزها.
خير للرئيس اليوم ان يبقي على نفسه رئيسا لكل اليمن واليمنيين بعيدا عن كونه رئيسا لحزب مهترئ في حقيقته كالمؤتمر الشعبي العام, وان يقوم الرئيس بحله اليوم خير من ان يتم حله لاحقا خصوصا ان هناك الكثير من منتسبيه اليوم يفكر جديا في الاستقالة والخروج منه على ضؤ استلهامات التجربيتين التونسية والمصرية ورغبة منها في حجز مكان لها في مستقبل قد تختلف معادلاته جذريا عن ماهي عليه اليوم.
  كشفت لنا التجربة في تونس ومصر ادعاءات تلك الاحزاب الحاكمة بانها تتمتع بشعبية الملايين من المنتسبين والمتعاطفين فاذا هي نمور من ورق وارقام صفرية لاقيمة لها مع اول احتكاك حقيقي لها الشارع. فاين ذهبت هذه الملايين ساعة الجد واين هي نسبة السبعون والثمانون والستعون بالمائة من الذين انتخبوا ذاك الرئيس الرمز او ذاك كما تقول ارقامهم.
قبل تنحي بن علي كان  حزب التجمع الدستوري الحاكم في تونس يدعي بان قواعده الشعبية تبلغ مئات الالاف وان القاعدة العريضة للحزب مكنته من انتخابات سحق فيها بن على جميع منافسيه في الانتخابات الرئاسية التي جرت العام الماضي وكان ماكان بعد ذلك .
والى ماقبل ثلاثة اشهر فقط كان امين الحزب الوطني المصري يتباهى بسحقه للمعارضة المصرية واشعر مبارك بان الشارع لهم وحدهم, كيف لا واكثر من 90 % من قوام الناخبين انتخبوا الحزب الوطني وايضا بحسب ارقامهم, ودونما اية "اكراه" او" تزوير" فهي "لعبة الديمقراطية" التي على الجميع ان يقبل بشروطها والرضوخ لارادة مصدرها.
حالة المؤتمر الشعبي العام في اليمن لاتخلتف عن سابقاتها بل هي اسوأ مما هي عليه تلك الاحزاب في مصر وتونس, على الاقل  كان قوام تلك الاحزاب ممن يحوزون على تعليما عاليا ممن تم شراء ذممهم اما في اليمن فان انصاف المتعلمين هم القوام الغالب في قيادة المؤتمر الشعبي العام وتاملوا معي في احوال حزب يقف على رأسه الراعي وسلطان البركاني وصادق امين ابوراس !!! .
يبدو ان مصير احمد عز قد دشنه الرئيس باكرا تجاه سلطان البركاني الذي لم نعد نسمع له كثيرا في محاولة مبكرة للجم تلك الاصوات النشاز قبل ان ياتي وقت لايفيد معه عزل هذه الكائنات المعتاشة على الدجل والنفاق وتزوير الحقائق والاستخفاف بعقول المواطنين.
ان تخلص الرئيس صالح من هكذا ادوات وقيامه بهكذا مبادرات ان تمت حقيقة ستجعل من الرئيس اليمني صانعا حقيقا للتغيير , وان ياتي هذا التغيير على يديه باكرا وطوعا خير له من ان ياتي على يد غيره كرها وفي وقت لاينفع معه الندم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق