كفى لوماً وخيالات مريضة !!
فؤاد عامر
ساحة التغيير
استحلى بعض الشباب وبعض "المشتركيين" في هذه الأيام توجيه اللوم لأشقائنا في الخليج على مبادرتهم التي لم تأتي " ملبية لسقوف وحدود مطالبهم " وبرأي أن لا داعي للوم المبادرة الخليجية وأشقائنا في الخليج,, وعلينا أن نفتش دائما عن أخطائنا بين ظهرانينا , وعن الأسباب التي جعلتنا نستنجد ونولي وجوهنا شطر الخارج بانتظار أن يساعدنا على انجاز "ثورتنا", ولعلنا قد تناسينا في غمرة هذه المبادرات أن من أبجديات الوساطات أنها تبحث عن أنصاف الحلول وعن امساك العصا من المنتصف وتلبية الحد الأدنى من مطالب طرفي هذه الوساطة وليس من المتوقع ان تأتي وساطة ما لتنحاز كلية لصالح طرف أو على حساب آخر,, إذا فلا داعي هنا للوم والاشتغال على نظريات المؤامرة وأن هناك من الأشقاء من لا يريد لثورتنا النجاح,, ولو كنا قد حسمنا الموضوع باكرا ما كنا سنحتاج للخليج ووساطاته,, فقد مرت أكثر من فرصة للزحف والتصعيد وضيعنا الواحدة تلو الأخرى,, منذ جمعة الكرامة.. ومن ثم انضمام الجيش... واشياء كثيرة مادون الزحف, كان بالامكان ان تمكننا من اجتراح تفوق ميداني وسياسي حقيقي دون الحاجة الى الخليج ومبادراته, ومابين الزحف والسكون والبقاء في اماكن الاعتصام, مساحة كبيرة من الفعل يمكن ان تسهم في تحقيق الهدف النهائي ولو بالنقاط وليس بالضرورة ان يكون بالضربة القاضية,,لكنها اصوات "الحكمة" التي تدعي حرصها وخوفها على دم الشباب,, وفي زمن الثورات لامحل ولامجال لهذه الخيالات,, فالثورة احد لوازمها سقوط دماء ان استدعى الامر من اصحاب القضية كجزء من ثمن ومهر القضية التي يؤمنون بها,, وبدلاً من ان تسقط الدماء مرة واحدة في زحف أو تصعيد تنتج عنه معطيات ميدانية كبيرة وجديدة.. هاهي تسقط اليوم بالتقسيط يوماً بعد يوم,,دون ان تخلق حقائق ومساحات اوسع للضغط والمناورة, وبالنتيجة فلا نصراً حققنا ولادماً وفرنا!!
لكأني اليوم باحد هؤلاء الخليجيين حين يواجه بهكذا انتقاد ولوم سينهض قائلا لنا : "لو كنتم لها ..كنتم من يومها" , دون ان تتركوها لتتمدد الشهر والشهرين والثلاثة والى مالانهاية ,,,.
ولو كنتم لها كنتم حسمتموها وكنا اول من سيرحب وسيدعم ارادة الشعب وسيدعم الموازنة والاقتصاد, لاننا ذقنا ذرعاً بهذا النظام و كلنا كنا متضررين من الاعيبه ومناوراته ,, لكن – والخطاب بافتراض أنه مازال له- حين عقمت ادواتكم وقلت حيلتكم اتينا بحق الجوار لحل مشاكلكم بعد ان عجز أهل الدار عن الحسم ,,,, فخيالكم الثوري ايها الشباب اليمني توقف عند الذي جاء به الشباب التونسي من مظاهرات عارمة ودائمة منتشرة افقيا وعموديا في بلاد الخضراء ادى الى انتصار ثورتهم,,وحين جاء الدور على شباب مصر ابتكروا كذلك الاعتصامات كقيمة والية ثورية مضافة , اسهمت في تحقيق نصرهم باسرع مايمكن,,والثورة ياشباب تعني فيما تعنيه الابداع والخلق والابتكار وقد خلت ثورتكم حتى الان عن الابداع والاضافة الحقيقيين الا عند حدود ماجاء به نظرائكم في تونس ومصر,,,حينها توقف زمنكم,,, وراوح ابداعكم مكانه,,, وعجز خيالكم الثوري عن ابتكار اضافات جديدة لثورتكم -ولاحقاً للثورات العربية – وحينها فقط اتينا بما لدينا بعد ان نفد مالديكم,,,,فلا تلومونا ان وصفناها او تعاملنا معها على انها "ازمة" بعد أن خف وهج ما ابتدأت به "الثورة "...
ليس الذنب ذنبنا,, ولو كنتم قد حسمتموها باكرا كما فعل نظرائكم في تونس ومصر لما انبست شفاهنا ببنت شفة,,, فلم نسمع حينها ان شباب تونس ومصر ناشدوا العالم أو اميركا أو اوربا أو الاقليم لحل مشاكلهم ومترتبات ثورتهم ولوحدث شئ من هذا القبيل فلن نسمها حينئذ بثورة, ستسمى ازمة , انتفاضة , الا ان نسمها ثورة , فالثورة تفرض شروطها كاملة دونما مهادنة أو نقصان,,, ولو كنتم على " أد " هذه التي تسمونها "ثورة" ماانتظرتم ذلك الذي سيأتي من خارج بلدكم ليتوسط ثم تسمونه " وصيا " عليكم...لوكنتم لها ماتركتم بلدكم طوال هذه الفترة معطلاً ومحيطم قلقلاً,,,,نعم كنا سنكون معكم فيما لو حسمتم امركم فحينها لن يحصل ان موقفنا تجاهكم كان سيختلف,,, فالثورات تفتتحها الشعوب وتنهيها الشعوب ولم نسمع ذات يوم ان ثورة قامت وانتظرت خلاصها من الخارج ,, فكيف تريدون ان تقضوا وطركم بأعضاء غيركم أيها الشباب اليمني " !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق